الثلاثاء، فبراير 04، 2014

الرحيل

آمل توقيع الحضور.. لإثراء صفاحتي بمرورك.

سنرحل لاح صباحٌ عميقٌ وراء السَوادْ
ولم يَبْقَ إلاّ ضبابٌ خفيفٌ يلُفّ الوهادْ
ويحلُم مكتئباً في عيونٍ طواها السُهادْ
وصاغتْ مع الليل أغنيةَ الرِحلةِ القادمهْ
إلى أفق كوكبي الستور
يَمُدّ جذور
وراء مسالكنا القاتمه
سنرحَل فالأنجُمُ الوامقات تُشير لنا
أصابعُها اللدْنة المخْمليّة في دربنا
تُطرّز كلّ غدٍ قادمٍ بخيوط المنى
تقود خُطانا خلالَ الشعابِ الطوال المُمِضّه
سنرحَلُ بعد زمانٍ قصيرْ
وعَصرٍ صغيرْ
فلم يَبقَ ليلنا غيرُ ومضه
ومن سَنواتِ الإسارِ الممزّقِ، من ألفِ ظُلمه
تُلُفّ مدىً أسودا لا تَمَسّ دياجيه نجمه
ستُبْدلُنا حافة الكأسِ قطرةَ حُبٍّ وبَسمه
وتحملُنا عَربَات الكواكبِ عبرَ الحُزونْ
وراء بحار الندى والظلالْ
وحيث الجمالْ
يُمَسّ ويشربُهُ المتعَبون
وداعاً صَحارَى العويل فقد حان فجرُ السنينْ
وآنَ لنا أن نجوبَ البحارَ مع الراحلينْ
عَطِشْنا طويلاً وكانت كؤوسكِ مَلأى أنينْ
ينوح الفَراغُ عليها وموكبُنا الباحثُ
تجرّع حتى كؤوسَ الدموعْ
ونارَ الضلوعْ
وجُنّ به شوقُهُ اللاهثُ
وفي الغد، من بَعدِنا، إن أطلَّ جبين القَمَرْ
ولامسَ ضوءُ النجومِ النشاوى حريرَ النّهَرْ
ورنّ مع الليلِ صوتٌ بعيدُ الصَدَى واندَثَرْ
كما رنّ، يسأل عنّا وأينَ رمتْنا البحورْ
فقولي لـه إنّنا لن نعودْ

لأرضِ القيودْ
فقد أشرق الفجر منذ عصورْ