السبت، فبراير 11، 2012

الهاربون

إلام نجوب سحيق البلاد؟

يعيث السراب بنا

تناولنا وهدة لوهاد

ويخدعنا المنحنى
***

وفيم أتينا؟ يسائلنا البحر: ماذا نريد؟

وتلحقنا عربات الرياح وتبقى تعيد

تعيد السؤال

ولا ردّ إلا خطوط الملال

على صمت أوجهنا في الليالي الطوال

نفرّ وتدركنا من جديد
***

ويسألنا الأفق أين نسافر؟ أين نسير؟

ومن أيّ شيء هربنا؟ وفيم؟ لأي مصير؟

وفي صمتنا

قلوب تدقّ, ووقع المنى

على يأسنا فرح لا يطاق فهيّا بنا

لنبحث عن جرح حزن صغير
***

وفي سيرنا نسمع الليل يسخر من سرّنا

يلاحقنا بالظلام ويغري الرياح بنا

يقول الطريق

لماذا نجوب الوجود السحيق

يلاحقنا أمسنا ورؤانا ووجه صديق

وحتام نهرب من ظلّنا؟
***

وفي سيرنا في الدياجير نبصر هزء القمر

ويغضبنا في سناه البرود, وبعض الشجر

يسدّ السبيل

علينا, ويسخر منّا الأصيل

وينبئنا أنّنا الباحثون عن المستحيل

وأنّا , برغم منانا , بشر
***

ونسمع من جنبات المسالك ذات مساء

صدى هامسا في الدجى أنّنا.. أنّنا جبناء

نخاف الأصيل

ونرحل لا رغبة في الرحيل

ولكن نهرب من ذاتنا, من صراع طويل

ومن أنّنا لم نزل غرباء
***

وها نحن , حيث بدأنا, نجوب الظلام الفظيع

شتاء يموت, وأسئلة لم يجبها ربيع

حيارى العيون

يسائلنا غدنا من نكون؟

ويتركنا أمسنا المنطوي في ضباب القرون

فيا ليل, يا بحر, أين نضيع؟

الأربعاء، فبراير 08، 2012

عندما قتلت حبي

عندما قتلت حبي
وأبغضتك لم يبقَ سوى مقتي أناجيهِ
وأسقيهِ دماءَ غدي وأغرق حاضري فيهِ
وأطعمه لظى اللعناتِ والثورة والنقمهْ
وأسمعه صراخَ الحقد في أغنيةٍ جهمهْ
ومن إغفاءة الموتى أغذيهِ
وأنثر حوله الأشباح والظلمه .
*
وأبغضتُ أسمك الملعونَ والأصداءَ والظلا
كرهت اللونَ والنغمةَ والايقاع والشكلا
وتلكَ الذكرياتُ الخسنه الممقوتة الفظه
هوتْ وتأكّلتْ وثوتْ مع الآباد في لحظه
وعدتُ قصيدةً فجريةً جذلى
وقلتُ الأمسُ ما عاد سوى لفظه
*
وتمّ النصر لي وهَويتَ تمثالاً إلى الهُوّه
وجئتُ لأدفنَ الأشلاءَ تحت كآبة السروه
وراح الرفش في كفي يشق الأرض في نهمِ
فلامس في الثرى جسداً رهيباً بارد القدمِ
ورحت أجره للضوء مزهوّة
فمن كان ؟
بقايا جثة الندمِ
*
وكان الليل مرآةً فأبصرت بها كرهي
وأمسي الميتَ لكني لم أعثر على كنهي
وكنت قتلتكَ الساعةَ في ليلي وفي كأسي
وكنت أشيع المقتولَ في بطء إلى الرمسِ
فأدركتُ ولون اليأس في وجهي
بأني قط لم أقتل سوى نفسي