الجمعة، سبتمبر 16، 2011

ثلج ونار


تسأل ماذا أقصد ؟ لا , دعني , لا تسأل

لا تطرق بوّابة هذا الركن المقفل
اتركني يحجب أسراري ستر مسدل
إنّ وراء الستار ورودا قد تذبل
إن أنا كاشفتك , إن عرّيت رؤى حبّي
وزوايا حافلة باللهفة في قلبي
فستغضب مني , سوف تثور على ذنبي
وسينبت تأنيبك أشواكا في دربي
***
هل يقبل ثلج عتابك قلبي الملتهب ؟
أترى أتقبّل ؟ لا أغضب ؟ لا اضطراب ؟
لا ! بل سأثور عليك..سيأكلني الغضب
***
وإذا أنا ثرت عليك وعكّرت الأجواء
فستغضب أنت وتنهض في صمت وجفاء
وستذهب يا آدم لا تسأل عن حوّاء
***
وإذا ما أنت ذهبت وأبقيت الشوقا
عصفورا عطشانا لا يحلم أن يسقى
وإذا ما أنت ذهبت..فماذا يتبقّى ؟
***
لا , لا تسأل..دعني صامتة منطويه
أترك أخباري وأناشيدي حيث هي
اتركني أسئلة وردودا منزويه
***
يا آدم لا تسأل.. حوّاؤك مطويّه
في زاوية من قلبك حيرى منسّيه
ذلك ما شاءته أقدار مقضيّه
آدم مثل الثلج , وحوّاء ناريّه

الخميس، سبتمبر 15، 2011

كــبريـــاء



لا تسلني عن سرّ أدمعي الحرّى

فبعض الأسرار يأبى الوضوحا
بعضها يؤثرالحياة وراء الـ
ـحسّ لغزا وإن يكن مجروحا
***

بعضها إن كشفته يستحل حّبـ
ـا مهانا يموت موتا حزينا
بعضها بعضها تكّبر أن يكـ
ـشف عما وراءه أو يبينا
***

ومئات الأسرار تكمن في دمـ
ـعة حزن تلوح في مقلتين
ومئات الألغاز في سكتة تهـ
ـتزّ خلف انطباقة الشفتين
***

وعيون وراء أهدابها أشـ
ـباح يأس في حيرة وانكسار
تؤثر الظلّ والظلام ارتياعا
من ضياء يبوح بالأسرار
***

وقلوب تضمّ أشلاءها فو
ق جراح وأدمع وذهول
تؤثر الموت كبرياء ولا تنطـ
ـق بالسرّ بالرجاء الخجول
***

وشفاه تموت ظمآى ولا تسـ
ـأل أين الرحيق ؟ أين الكأس ؟
ونفوس تحسّ أعمق إحسا
س وتبدو كأنها لا تحس
***

وأكفّ تودّ لو مزّقت لو
قتلت لو تمرّدت في جنون
لو رأتها الحياة قالت : هدوء
وادع في براءة وسكون
***

لو رأتها ماذا ترى ؟ كلّ شيء
مغرق خلف داكنات السّتور
ألف ستر وألف ظلّ من الكبـ
ـت عميق وألف قيد ونير
***

لا تسلني لا تجرح السرّ في نفـ
ـسي ولا تمح كبرياء سكوتي
لو تكلمت كان في كلّ لفظ
قبر حلم وفجر جرح مميت
***

لو تكلمت كيف ترتعش الأشـ
ـعار حزنا .وترتمي في عياء
لو كشفت السرّ العميق فماذا
يتبقى مني سوى الأشلاء ؟
***

لو تكلمت رعشة في حياتي
وكياني تلحّ أن أتكلم
وسكوتي العميق يكتم أنفا
سي وقلبي يكاد أن يتحطّم
***

لو تكلمت لو سكتّ نداءا
ن عميقان كالحياة استعارا
تتلاقى عليهما كلّ أسرا
ري فأبقى شعرا وحبّا ونارا
***

وتظلّ الحياة تخلق من وجـ
ـهي قناعا صلدا يفيض رياءا
جامدا باردا أصمّا ويخفي
بعض شيء سّميته كبرياء

أسطورة نهر النسيان




مخلب الخوف والتشاؤم قد جرّح 

أيامنا وأدمى صبانا
ليت نهر النسيان لم يك وهماً
صوّرته أحلامنا لأسانا
ليته كان ليت أخباره حقٌ
لننسى ما كان أو ما يكون
ونعيش الأحرارَ من قيد بلوانا
ويعفو عنا الغد المجنون
يا ضفاف النسيان قد جاءك الشاعر
فلترحمي جراح أساه
انضحيه بمائك الأسود البارد
ولتشفقي على بلواه
فهو ذاك القلب الذي طوّقته
حادثات السنين بالأشواك
منحته الحس الرهيف وقالت :
لتكن في الحياة أوّل باك
يا ضفاف النسيان
يا ليت هذا الموج
يطغى على الوجود الحزين
يغسل الإثم والدموع ويأسو
كلّ جرح ٍ في قلبه المطعون
ألمُ العيش يا ضفافُ قويّ
وشقاء الممات أقوى وأقسى
في ظلام الحياة نضطرب الآن
ونفنى عما قليل وننسى
كل عمر قصيدة كتبـَتها
في كتاب الحياة كفّ الزمان
وغداً يمحّي الكتاب جميعاً
وتذوب الحروف في الأكفان