الجمعة، سبتمبر 30، 2011

مع الأشرار




قد رقبت الأشرار حينا

فلم أعثر لديهم على سناك الحبيب

فهم البائسون تطحنهم أيدي الليالي
بما جنوا من ذنوب

ورأيت الطغاة يحيون محزونين
بين الأوهام والأشباح

ليس يشفيهم من الحزن واليأس
دواء فالداء في الأرواح

فإذا أخمدوا هتافات مظلوم 
فما يخمدون صوت الضمير

ذلك الراقب الإلهيّ في النفس 
لسان الهدى وصوت الشعور

أبدا ساهر يراقب أقدار 
الليالي

 وسطوة الأيّام

أبدا يرمق الحياة من الأعماق،
مستهزئا من الأعوام

فإذا حادت القلوب عن الخير 
علا صوت ذلك الجبّار

فهو الناقم النبيل على الشرّ 
وقاضي الطغاة والأشرار

كيف ينجو الأشرار من شقوة الرو ح 
وصوت الضمير بالمرصاد

لا ملاذ من حاكمم يملك الروح 
بما في كّفيه من أصفاد

عجبا أين تلتقيك حياتي؟ 
ياضفاف السعادة المنشوده؟

جبت هذا الوجود أبحث 
لكن لم تزالي الحقيقة المفقوده

جهلتك الدنيا فلا أحد يعلم 
ما أنت واقع أم خيال؟

كّلهم يسألون عنك 
ولكن لم تحدّث بسرّك الآزال

ها أنا ذي حملت قلبي على كفّي 
وسرت الحياة أبحث عنك

أسأل العابرين هل فيهم 
من قد روى قلبه المشوّق منك

الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

عودة الغريب



قلبي الذابل الحزين الذي ما
ت وذابت أفراحه ومناه
قلبي الشارد المعذّب بالأح
لام ما بين دمعه وأساه
ماله الآن خافقا بندى الحب
يغنّي تحت النجوم هواه
ويصوغ المنى ويرجع للشا
طىء جذلان مرسلا نجواه
***
في غمار الماضي دفنت دموعي
وتبسّمت للغد الممراح
ظمأي لم يعد يعذّب روحي
وشرودي تحت الدجى والرّياح
ذهب البحر لم يعد ماؤه المل
ح يدوّي على مسيل جراحي
ها أنا عند منبع شاعريّ ال
سماء صاف هامت به أقداحي
***
ها أنا الآن زورق حالم المج
داف يرسو على رمال الضفاف
قلبي الشاعري ملاّحه البا
سم يشدو سرّ الوجود الخافي
شدّ ما عذّبت أغانيه الغر
بة واشتاق فتنة الصفصاف
أبدا في عرض المياه ينادي ال
بحر يا بحر طال فيك طوافي
***
أيّها الطائف الغريب لقد عد
ت وهذي مفاتن الآجام
هي ذي الضّفة الحبيبة يا ملا
ح هذي شواهق الآكام
إنها جّنة الحياة تلاقت
عندها الذكريات بالأحلام
فاهبط الآن وانس أشباحك السّو
د وذكرى الماضي الحزين الدامي
***
يا غريب الأحلام إمسح بقايا الأ
مس والذكريات والأحزان
أصبح الأمس صرخة في حمى الما
ضي طوتها ستائر النسيان
كا أحزانه العميقات عادت
لفظة ضمّها سكون الزمان
أطفأتها الأيام فهي ظلام
ولهيب خاب وطيف فان
***
لا تثره دعه ينم أبد الده
ر وعش أنت ضاحك الأهواء
أيّها المّيت الذي نبضت في
ه معاني الحياة بعد الفناء
أيّها الظاميء الذي أبصر النب
ع قريبا بعد الصدى والشقاء
إملأ الكأس آن للظمأ المح
رق أن يرتوي بشهد الرجاء
***
ذلك المارد الحقير ثوى في
ظلمات الأمس البعيد وغارا
لن تراه الأمواج في البحر بعد الآ
ن لن يملأ النجوم احتقارا
لن يحيل الأحلام فيك دموعا ويعيد االأنغام هولا ونارا
إنه الآن مغرق في حمى المو
ج فلا تخشى حقده الجبارا
***
والحياة التي تلّقتك بالزه
ر ترنّم بها تلالا وعشبا
هب لها يا ملاحقلبا من النو
روروحا كالشعر والحبّ عذبا
هب لها ما ملكت شوقا وأشعا
را وعش للجمال روحا وقلبا
صغ لها البحر كّله في نشيد
أرضعته النجوم ضوءا وحبا
***
عاد ذاك الغريب يا معبد الحبّ
فمد الجناح فوق أساه
إن يكن ضلّ قلبه أمس في البح
ر فقد كفّرت دموع صباه
علّمته عواصف الليل حبّ ال
فجر فلتلمح السّنا عيناه
ولتضع في الماضي البعيد المجاذي
ف وتلك الرياح والأمواه
***
أنسه حبّه الذي مات وامنح
قلبه الشاعري حلما جديدا
حسبه ما أشقيته أمس بالذك
رى فهبه الحياة ظلاّ رغيدا
بمعانيك قرّب النجم والسّح
ب لعينيه والصّبا والخلودا
يا شباب الحياة يا فرحة الدن
يا ويا باب نبلها المفقودا

أشواق وأحزان



أين منّي حرارة الأمس والحاضر
يمشي بين الأسى والخمود؟
أسفا للماضي الإلهيّ 
هل ماتت أغانيه 
في فؤادي الوحيد؟ 
آه يا شاعري لماذا تهاويت 
بعيدا وراء أمسي البعيد؟ 
وأنا لم أزل صلاة لعينيك 
وإعصار لهفة وشرود 
***
آه هل غاب عن ظلام حياتي 
كلّ ما كان لهفة وفتونا ؟
كيف ضاع الحبّ الإلهيّ يا طائري 
الحرّ فانفجرت ظنونا ؟ 
وأنا لم أزل فؤادا على الشوق 
يداري غرامه المدفونا 
ليتني كنت بحت يا حلم الرو ح 
وأعلنت حبّي المكنونا 
***
كيف مرّت أيّامنا كيف مرت
بين فكّ الأشواق والأحزان ؟ 
ملء قلبي وقلبك الحبّ والشّوق 
ولكن نلوذ بالكتمان 
كّلما حدّثتك عيناي بالحب 
أعاقب عينيّ بالحرمان 
كيف يا شاعري كتمنا ولم يعص 
كيوبيد قبلنا عاشقان ؟ 
*** 
كيف ضاعت عواطفي ؟ كيف أنسوك 
غرامي وحيرتي ووفائي؟ 
ملأوا قلبك النبيل أباطيل 
وصاغوا كواذب الأنباء 
وقضيت الأيّام أذرف إحساسي
دموعاً وأستلذّ شقائي
لا لقاء غير الظنون ولا فرحة
غير الخيال والأصداء 
*** 
أنت أنت الذي احتفظت بذكراه 
فلم ينسها فؤادي الوفيّ 
كيف غابت عن ذكرياتك أحلامي
وشوقي وحبّي الروحيّ 
شهد العود كيف علّمته حبك 
مثلي فهو المحبّ الشقيّ 
شهد المعبد الكئيب لحبي 
أن حبي مخلّد أبديّ 
***
يا نشيدي متى ستأتيك الحاني 
فتصغي إلى هتافات حبّي؟
فيم أقضي الأيّام أكتم أشواقي
وقد ضاق بالعواطف قلبي 
ابدا نلتقي فأعرض حيرى 
ولقلبي الكئيب أشواق صبّ 
إنّها الكبرياء تمتلك الرو ح
فيبدو المحبّ غير محبّ
***
ضاع عمري الحزين في معبد الحز ن
وأذوته لهفتي وشكاتي 
لم يزل حّبي العميق عميقا
لم تزده السنين غير ثبات 
لم أزل تضحك النجوم وتبكي 
وتغني على صدى آهاتي 
لم أزل في الحياة ورقاءك الحي
رى وما زلت أنت حلم حياتي 

****

في وادي الحياة








عُدْ بِي يا زورقي الكَلِيـلا
فَلَنْ نَرَى الشاطيءَ الجَمِيـلا
عُدْ بِي إلى مَعْبـَدِي فـإنّي 
سَئِمْتُ يَا زَوْرَقِـي الرَّحِيـلا
وضِقْتُ بالموجِ أيَّ ضِيـقٍ 
وما شَفَى البحـرُ لي غَلِيـلا
إلامَ يا زورقي المُـعَنَّـى
نَرْجُو إلى الشَّاطِيءِ الوُصُولا؟
والمَوْجُ مِنْ حَولنـا جِبَـالٌ 
سَدَّتْ عَلى خَطْوِنَا السَّبِيـلا
والأُفـقُ مِنْ حَولنا غُيُـومٌ 
لا نَجْمَ فِيه لَنَـا دَلِيـلا
كَمْ زَورقٍ قبلَنـا تَوَلَّـى 
وَلَمْ يَزَلْ سَـادِراً جَهـُولا
فَعُـدْ إلى معبدي بقلـبي 
وَحَسْـبُ أيامنـا ذُهـولا
* * *
حسبُكَ يا زورقـي مَسيراً 
لن يُخْدَعَ القلبُ بالسَّـرابِ
وارجِعْ، كما جِئْتَ ، غيرَ دَارٍ 
قد حَلُكَ الجـوُّ بالسَّحَـابِ
وَمـَلَّ مجدافُـكَ الـمُعَنَّى 
تَقَلُّـبَ المـوجِ والعُبَـابِ
ولم يَزَلْ معبـدي بعيـداً 
خَلْفَ الدياجيـرِ والضَّبَـابِ
يَشُوقُني الصَّمْتُ في حِمَـاهُ
وَفِتْنَـةُ الأَيْـكِ والرَّوَابـي
عُدْ بيَ يـا زورقـي إليـهِ
قَدْ حَانَ ، يا زورقي، إِيَابِـي
مَا كَفْكَفَ البَحْرُ من دُمُوعِي
ولا جَـلا عَنّـيَ اكْتِئَابـي
فَفِيمَ في مَوْجِهِ اضطرابـي؟
 وأينَ ، يا زورقي ، رِغَابِـي؟
* * *
تَائِهـَةٌ ، والحيـاةُ بحـرٌ
شَاطِـئُهُ مُبْعِـدٌ سَحِيـقُ
تَائِهـَةٌ والظـلامُ دَاجٍ 
والصَّمْتُ تحتَ الدُّجَى عَمِيقُ
يَا زورقي آهِ لَـوْ رَجَعْنَـا
مِنْ قَبْل أَنْ يَخْـبُوَ البَرِيـقُ
انْظُرْ حَوَالَيْكَ، أَيُّ نَـوْءٍ 
تَجْمَدُ مِنْ هَوْلِـهِ العُـرُوقُ
البحرُ ، يا زَورقِي جُنُـونٌ
ومـوجُـهُ ثَائِـرٌ دَفُـوقُ
وَكُـلّ يَوْمٍ لـَهُ صَرِيـعٌ 
في هَجْعَـةِ الموتِ لا يُفِيـقُ
وَأَنْتَ في الموجِ والدياجِي 
يا زورقـي في غَـدٍ غَرِيـقُ
فَعُدْ إلى الأمْسِ، عُدْ إليهِ
قـد شَاقَني أَمْسِيَ الوَرِيـقُ
* * *
مَاذَا وَرَاءَ الحياةِ ؟ مَـاذَا ؟
أَيُّ غُمـُوضٍ؟ وَأَيُّ سِـرِّ
وَفِيمَ جِئْنَا؟ وَكَيْفَ نَمْضِي؟
يـا زورقي، بَلْ لأَيِّ بَحْـرِ
يَدْفَعُكَ الموجُ كُـلَّ يَـوْمٍ 
أَيْـنَ تُـرَى آخِـرُ المَقَـرِّ
يازورقي طَالَ بي ذُهُـولي 
وَأَغْرَقَ الوَهْـمُ جَوَّ عُمْرِي
أَسْرِي كَمَا تَرْسُمُ المقادِيرُ لي
إلى حَيْـثُ لَسْـتُ أدْرِي
شَرِيدَةٌ في دُجَـى حَيَاتِـي 
سَـادِرَةٌ في غُمُوضِ دَهْـرِي
فَخَافِـقٌ شَاعِـرٌ، وَرُوحٌ 
قَـالَ لـها الدَّهْرُ لا تَقَـرِّي
وَنَاطَهَـا بِالذُّرَى تُغَـنِّـي 
وَتَنْظِمُ الكَوْنَ بَيْـتَ شِعْـرِ